سِلم السادات – فيصل بليبل
لم يكن يدور في خلد فيصل بليبل أن أصحاب الدعاوى التصالحية سيصل بهم الأمر إلى زيارة اسرائيل واعلان تسويات منفصلة مع العدو الصهيوني .
ففي تشرين الثاني 1977 أعلن الرئيس محمد أنور السادات أنه مستعد للذهاب إلى آخر العالم للبحث عن السلام ، وحتى الكنيست نفسه !
وبالفعل قام السادات بما اعتبره البعض رحلة السلام ، فيما وصفه الأغلبية الساحقة من العرب ومنهم الشاعر المرحوم فيصل بليبل ، برحلة العار حيث كتب قصيدته المشــــهورة ” ســـلم الســــادات “
وفيها يقول :
وقـفَ الحجـيجُ على ذرى عرفاتِ
يا ربِّ فانظرْ وقفــــة الســــاداتِ
ضحّـــوا ضحـاياهم وضحّى أنورٌ
بأشــــــاوسٍ سُـــــمرَ الجبــاهِ أُباةِ
ضحـّى بيــــومٍ للعبـــــورِ محجلٍ
وبكـــلِ مــــاضٍ للفخـــــارِ وآتِ
طافَ الحجيجُ وطافَ أنور خاسئاً
يــا ليتهُ قــد طــافَ حــول مَنـــاةِ
” وأنوراهُ ” هتــافُ ألــف ســبيةٍ
بشـــــرى لكُــنّ فإن أنـــــورَ آتِ
قد جاءَ أنورُ ســـــالماً ومســــالماً
يلقى فِعــــال القــــوم بالكلمــــاتِ
لم يصــــــغِ للقرآن ليلــــة جاءهمْ
أتــــراهُ قد أصغـى إلى التـــوراةِ
طعناتُ اســـــــــرائيل في أكبادنا
يا ســـــلمُ أنور فاجــحد الطعنات
يا مصر هل قال المســـيح لأنورٍ
إشــــرِ الســــلام بنيلكـــم وفراتِ
أرخصْ دمَ الأبطال قد صبغوا بهِ
مــــاء القناة لــــدى عبور قنــاةِ
يا مصر كم رتلّتِ في سـاح الفدا
وتــرتلــين روائـــــع الآيــــــاتِ
لن يصــــرفنكِ عن سبيلك ناكثُ
لعهودهِ قد ســـــوّد الصفحـــــاتِ
يا مصــــــرُ إن ســـحائباً عربيةً
ســـــتظلُ فوق النيلِ منســـكباتِ
سِلم السادات – فيصل بليبل