حوار مع الكاتبة بتول التهتموني يجريه معها جريدة وقنوات سقيفة المواسم الثقافية.
بداية نبارك للكاتبة بتول التهتموني منتجها الأول والذي أسمته ب شغف الروح ، يقع شغف الروح ب مائة وستة واربعون ورقة من الجلدة الى الجلدة ،تضم ما يقارب المائة نص أغلبها نصوص قصيرة. دققة ونقحه كل من الدكتورة ختام سلامة بني عامر والاستاذ خالد بني يونس ، قام بتصميم غلافة و إخراجه فنيا السبد قصي خميس
يذكر ان الدكتور محمود البنا “شاعر وناقد ” قد قام بكتابة مقدمة لهذا المنتج حيث قال :
“لقد باغتتني لغة هذا الكتاب، وقلّما تفاجئنا الكتب، في هذا الزمن الذي اعترتة كثرة الكتابة وكميتها وندرة الدهشة ونوعيتها”.
* من هي بتول التهتموني لمن لا يعرفها ؟
بتول ياسين التهتموني، فلسطينية من بيسان، أردنية الجنسية، ولدْتُ وعشتُ في الإمارات، حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة اليرموك في الأردن،وأقطن حاليا في مدينة إربد.
* ما هي إصداراتك الأدبية
نصوص نثرية بعنوان” شغف الروح”
* متى بدأت الكتابة ؟
من عمر الطفولة، على مقاعد المرحلة الإعدادية.
* لماذا سميت إصدارك الادبي الاول ب شغف الروح ? وهل يكون للعنوان دلالات يطل من خلالها الى محتوى الكتاب ؟
لشغفٍ تتوق إليه الروح ربما شبه مستحيل، ترجمته لحرفٍ عسى أن يخفّف من وطأةٍ أثقلَت النفس.
بالطبع، فالعنوان مفتاح الدخول لهذا الكتاب.
* ما رأيك بالرمزية وهل الرمزية المكثفة والمتلاحقة تدل على مهارة الكاتب في إغراء القارئ لإكمال النص ؟
في رأيي الرمزية المكثفة هي رداء أعشق التلحفَ به، رغبةً في عرض السائغ والغير سائغ، أما بالنسبةِ للقارئ، فذلك حسب المستوى الثقافي للمتلقي، ورغبتِه في هذا النوع من الحقول الأدبية أو لا.
* لماذا يلجأ الكاتب في هذه الايأم لإختزل النصوص ، وكيف يمكن للكاتب أن يصل برسالته لكل الناس، وقدرة الناس على فهم النصوص كما نعلم متفاوتة ؟
في الحقيقة اللجوء لاختزال النص هي رغبة خاصة على الأقل لدي لعدم التصريح بكل المكنونات، ويكون أحيانًا للبعض رغبة في استعراض المهارات الكتابية، وهي حقوق مشروعة في الأخير للجميع، والكاتب يستطيع بالتزامه اللغة المطروحة المفهومة إن أراد، إيصال فكرته للعموم،و ما دون ذلك فهو بالتأكيد يستهدف شريحة معينة مختصة من القراء.
* يقال ان النص الذي لا يحتوي على جزء من المباشرة هو نص يدل على ضعف الكاتب في طرح فكرتة فيهرب منها الى اشغال القارئ في تحليل الصورة ؟
ممكن، إن كان ممتهِنًا للكتابة، أما إن كانت الكتابة بالنسبه له أداة تفريغ وموهبة بالفطرة بغض النظر إن قام بصقلها أو لا أضمنُ لك أن لها قدسيةً وفحوًى عميق، تتفيّاُ في ظلّه الصورةُ وليس العكس.
* هل تسعين إلى ترجمة أعمالك إلى لغات أجنبية ؟ وأيها أقرب إلى قلبك؟
في الحقيقة لم أفكر ولا أسعى لذلك، والأقرب لقلبي مانبع من قلبي كما هو.
* مارأيك في نصوص أدبية باللغة العامية أو اللهجات العامية
وهل فكرت في الكتابة بهذه اللهجات؟
أنا كتبتُ بالفعل باللهجات العامية لاضير في ذلك، فانا غير متحيّزة للغة العربية، انا أتحيز للشعور الإنساني بكل اشكاله، وأسعى للتعبير عنه بأي طريقة كانت، ضمن اُطُر رسمتُها لنفسي.
* حدثينا عن احب النصوص لك جاء في شغف الروح وهل يمكن ان يمثل حقيقة ما في نفسك ككاتبة له؟
نص “مسبحة وخلخال”، أشعر بأنه نص وعنوان بنفس الوقت، فيه من ريح فطرة آدم وحواء، فيه من حقيقتي ربّما نوعًا ما، روح التمرد والتحدي، وعدم الرضا بالهزيمة في ما يخص شعوري تجاه نفسي كأنثى وامرأة.
أّنت الراقصُ على سبائك الذهب،
غرّك وقعُ خطوك ،
أُنِرتَ شوقا ،
و غُزلتْ الحانُكَ من رنين الغِوى ،
عُونِقتَ قسرًا ،
مصهورًا بالبريق ،
ولا زلتَ هناك ،
مُنهكًا
تنتظرُ إمساكَ الحليّ عن الترانيم ،
عالقًا
مابين مسبحةٍ وخلخال
* متى سيكون لك اصدار آخر وعلى ماذا يستند هذا الموعد ؟
سيكون لي إصدار جديد ربما في العام اللاحق، الموعد يستند أولًا على رغبتي في ترك فترة زمنية جيدة لاستيعاب القارئ لباكورة أعمالي شغف الروح، وعلى نشاطي ثانيًا في تجميع القصاصات المتناثرة لعمل جديد.
* المرأة من عادتها في الكتابة تعالج قضاياها فهل تسعين إلى معالجة قضايا أخرى أم انك تكتفي بالمرأة محورا لكتاباتك؟
ربّما ألقي الضوء على بعض قضايا المرأة بشكل غير مباشر، فلا أود أن تُزرَع في ذهن أحدهم فكرة أنني متحيزة لجماعة نسوية أو ماشابه، فكلّ امرأة في مجتمعنا تتبنى قضايا المرأة بشكل مباشر، أَول ماتُنعَت بأنها مغرّدة خارج السرب، وأنا بتول أنثى و فقط تود الحقّ والحُب والسلام.
* في النهاية ماذا تودين القول للكاتبات اللواتي يصعدن السلم الادبي من منتصفة قبل أوله وهل يجدي الحديث في ظل المشهد المتردي ؟
أنا مع كل كاتبة تود صعود السلم الأدبي من منتصفه أو أوله أو آخره، طالما لديها الرغبة الحقّة في ذلك وتملك الإمكانيات، لكنّني ضد الحاضنة الجاهلة والجمهور الذي لا يفقه ويصفق لاعتبارات أخرى بغض النظر عن اهلية الفحوى.
في نهاية هذا الحوار نرجو للكاتبة مزيدا من العطاء والرفعة ، شاكرين لها تفضلها بإمتاعنا بالحديث معها
المحاور عبدالرحمن الريماوي