الأديبة الطبيبة ميسون حنا
ضيفة برنامج مسيرة ورد / الحلقة 4
اعداد ريم الكيالي
تدقيق محمد شتية
قابلت الكاتبةُ ريم الكيالي الأديبة و الطَبيبة “ميسون حنّا”في الحلقة الرابعة من برنامجها الإذاعي “مسيرةُ ورد” عبرَ أثير إذاعة سقيفة المواسم الأدبية لصاحبها الاستاذ عبد الرحمن الريماوي ، استعرضت من خلالها سيرتها الذاتية و العملية بموجَز طيب ؛ حيث تعتبرُ الأديبة ميسون حنّا من أوائِلِ من اتجهَ للكتابةِ المسرحيةِ في العالم العربي ، كما و حازت على جائِزة أفضلِ مسرحيةٍ محليةٍ في مَهرجانِ عمون للدراما الشبابية عام ألفين و واحِد عن النص المسرحي “عازفُ الناي” ، كما أنها عضوٌ في رابطةِ الكتاب الأردنيين و أُسرةِ نادي القلمِ الثقافي في الزرقاء.
أفصَحت الأديبة ميسون حنّا عن أهمية كونها طَبيبة و تَخوض في مجال الأدب، حيث أن على الطَبيب التعامل مع النفس البشرية و بذلك يمكنه تلمس معاناتهم سواء الجسدية أو النفسية، و من مُنطَلق ذلك تحتم عليها التعامل مع كافة فئات و طبقات المُجتمع ، فكانت فرصة طيبة لانتقاء مواضيعها ، أما سِر شَغفها بالمسرَح فَكونَه يُعتبرُ الصَرخةَ الواقعيةَ و المدّويةَ التي أيقظت العالم كلَّهُ للنظرِ في مشاكل العصرِ الحديثِ بكل أنواعها ؛ الماديةِ و الروحيةِ و التربويةِ و السياسيةِ ، و بذلك وظَفت الأديبة حنّا نصوصها المسرحية لتأدية هذه الرسالة السامية ؛ حيث أنها ألقت الضوء على قضايا المرأة في المُجتمع و ذلك في مسرحية “شباك الحلوة” و مسرحية “الشحات حاكماً ” ، وتناولت قضايا الحُرية في مسرحية “العهد ” و مسرحية “الجارية و النخاس” ، وكذلك الوطن في مسرحية “عازف الناي ” ،وتمسك الإنسان بالمبدأ في مسرحية “مدينة الرهان ” ، ضمن تنوع مسرحي فريدْ. و في القِصص كذلك ، كما فيمجموعة “دموع من الرمال” التي تكلمت فيها عن معاناة الناس ، جلِياً في فصل “المُهمشون” وقصة معركة الأيادي.
توجهت الكيالي إلى نظرية الدراما حيث المسرح الواقعي و مسرح الإصلاح الاجتماعي الذي يقوم على فكرةِ أن أفعالَ الإنسانِ تُحدِدُهَا إلى حَدٍ كبيرٍ القُوى الاقتصاديةَ و السياسيةَ القائِمةَ على المُجتمع، فسألت حنّا عنمَدى قُدرتها على تجسيدِ هذا الواقعِ في كتاباتها المَسرحية و القِصصية ، و أجابت بأن الاقتصاد يعتبر عصب الحياة والتدهور الاقتصادي يؤدي إلى تغيير نمط الحياة في المجمع ، و طبعاً مع تغيير نمط حياة الفرد ، و بدا دورها في عكس ذلك في مسرحية “الرغيف المُر”، كما و تحدثتِ الطَبيبة حنّا عن امرأة وُضِعَت ضِمن إطار يُحدِدُ سلوكَهَا و أخلاقياتَهَا داخل مُجتمعٍ مليءٍ بالتناقضاتِ و الازدواجية في مسرحية “شُباك الحلوة”.
تحدثت الأديبة حنّا عن مسرحية “الشحاذ حاكماً ” والتي تدورُ المسرحيةُ حول مشكلةٍ اجتماعيةٍ تتمثلُ في صِراعِ الطَبقات ،التركيزُ فيها كان على الأضداد ، حيثيكون كيس الخُبز في المسرحية هوَ رأس المال، و بحسب النظرية الجدلية فإن التناقض هو نسيجُ الأشياءِ فكل شيءٍ يحتوي داخلَهُ على جانبٍ إيجابيٍ و آخرَ سلبي ، و سألت الكيالي قَد سألت الأديبة حنّا عن شعورها و هي تشاهد مسرحية “حكاية توت” بعين مؤلف و مشاهِد ، والتي صَدرت عن المؤسسةِ العربيةِ للدراساتِ في بيروت ، و مُثلت في مهرجانِ عمون للمسرحِ ، فأجابت أنها كمؤلفة للنص المسرحي يكون صعباً عليها الحكم من وجهة نَظر المُشاهِد ، حيث يَنبغي أن تشاهد ما يُعرض على المَسرح متجردة ليكون الحُكم عادلاً ، و هذا ما واجهته أيضاً حين شاهدت مسرحيتها “الشحاذ حاكما” ضمن فعاليات مسرح الشباب.
“مطاردةُ النِمَال” مجموعةٌ قِصصيةٌ ، تتكونُ من ستة وثلاثون قصةً قصيرةً ، و هي تجربةٌ جديدةٌ و خاصةٌ بالنسبةِ للأديبة حنّا ، فَـ “مُطاردة النمال” تعتبرُ خلاصةَ النُضوجِ الفني و الفكري من خلال الحِس الفلسفي الخاص بما يزدحمُ حولها من تجلياتِ الحياةِ و فرضياتِهَا و صورِهَا و انعكاساتِهَا ،فتساءلت الكيالي عن السَبب الذي دَفع الأديبة حنّا إلى التوجهِ إلى القصة و عن المِحورُ التي تَجَّمعَت حَولهُ عناوينُ هذه المجموعةِ القِصصية ، فأجابت أنها مجموعة قصصية متفردة بأسلوب الأنسنة ، مكثَفة في الرمز بما يضفي جمالية على النص.
مسرحية “الرباط الأزلي” و هي تقعُ في ثلاثةِ فصول ، نَجدُ حنّاتنقل فَلسفلةَ القصةِ و قلقَهَا و حبكتَهَا إلى عالمِ الفعلِ الدرامِي المُتصاعدِ في جوٍّ من الحكايةِ الإنسانيةِ المصيرية، حيث ان “القدرَ” يقعُ في حُبِّ “الحياة” المتجسدةِ في المرأة ، و يدخلانِ في جدليةٍ ضِمن خطٍّ من التقاربِ و التنافُر، و هُنا كان لا بُد من ايجادوصفلهذه اللعبةَ التي حصلتَ ضِمن الجزيرةِ المُخملية،حيث أن المسرحية تناولت بوحداتها صراع الأضداد في الفلسفة المادية حيث ان الصراع قائم بين ثلاثة اقطاب و هم (الحياة و القدر و قوة الإرادة) و هم في غمرة صراعهم يستنتجون انه لا غنى لأحدهم عن الآخر ،و اختفاء أحد هذه الأقطاب يعني النهاية للجميع. أما حكاية حب القدر و الحياة فهي وضعت للتشويق لإلقاء الجاذبية و تجدر الإشارة هُنا إلى انها لم تقصد بالقدر المنظور الديني.
“وكر الأفاعي” مسرحيات بِعناوينها الأربعة “الأفاعي ، الدَفين ، خَيبة ، و السَراب” ، تُورطُ القارِئَ بتوقعاتٍ لن يتَحررَ منها..! إلا بعد قراءةِ جميعِ اللوحاتِ الرائعة ، و التركيزُ الفكريّ الذي تناولتهُ الأديبة حنّا اتاحت مساحةَ فَهْمٍ و ادراكٍ واعيةٍ دقيقةٍ للقارئ في مجموعتها القِصصيةُ “دموع من رمال” التي تربّع المهمش على مشاهدها في سَبع لوحات .
نذكرُ أن للأديبة ميسون حنّا العديد من الأعمال الأدبية؛ منها “كاهن المعبد”، “مقتلُ شهرزاد” و التي عُرضت في مسرحِ جامعة اليرموك، مسرحيةُ “مدينة الرهان”، “الدوامة” ، “الحُلُمْ” ،”صَدى الروح” .. ، كما و خصَّت حنّا لمسيرة ورد مُفاجأة أدبية حيث أفصَحت لنا انها تعمل على عدة مخطوطات منها “أمين الأرواح” وهي تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني و التي سَترى النور في 2023 ان شاء الله.
أنهَت الأديبة ميسون حنّا المقابلة بالتَوجيه إلى كتابة النص المسرحي ، و أشارت أن الموهبة لا تكفِي للخوض في هذا اللون الأدبي ، فيلزم العمل على تنمية المواهب الواعدة و الأقلام الشابة ، و أنها متفائِلة بهذا الخصوص.
و بعدَ أن فتحت الكَيالي مَسرح الورد على الدهشَة ، و أسدَلت الأديبة حنّا سِتارةِ المَشهَدْ، انتهت الحلقة بَعدَ تَصفيقٍ يَليقُ بَسَيدة الكتابةِ المسرحيةِ و الطَبيبةِ ميسون حنّا التي لم تتوانَى عن تشريحِ الواقِعِ بشخوصٍ أجادت تحريكَهُمْ بخيوطِ قَلمِهَا على رقعةٍ من ضُوءْ ..
اعداد ريم الكيالي
تدقيق محمد شتية