اذْهَبْ وَربُّكَ ..قاتِلا / زياد السعودي
يا فِلَسطيني اذْهَبْ وَربُّكَ ..قاتِلا
لا تُراهِنْ إلا عَليكَ مُناضِلا
لا تُعوّلْ إلا عَلى دَمِكَ الذي
خَضّبَ الارْضَ وَ ما تَنَحّى باخِلا
تُحرَثُ الارضُ فيُنبتُ الدَّمُ طفلَهُ
يكبرُ الطفلُ ـ كما أبيه ـ مُقاتِلا
لا تُصدّقْ إلا صَناديدَ الفِدى
أوّلٌ انتَ وَهُمْ مَعاكَ أوائِلا
لفلسطين منحتَ روحَكَ طائِعًا
وَ لَها أسرجت الجيادَ صواهلا
حاوَلوا أنْ يَسْتَأصِلوكَ وَ ما انْثَنوا
مِنكَ رُعْبًا يَتَقَهْقَرونَ خَواذِلا
وَحْدَكَ الآن تَصونُ أرْضَكَ مثْخَنًا
بِجِراحاتٍ أرهَقَتْكَ نَواصِلا
لا تُصدّق أوْ تَرْتَجي عَرَبَ الخَنا
فَهُمو مُذْ خَلّوكَ باتوا باطِلا
لا تَظُنَّنَّ بِأنّ شأوَكَ شَأوُهُم
رُمْتَ مَجْدًا وَحَصَدْتَ مِنْهُ غَلائِلا
وَ هُمو راموا الصَّمْتَ عَنْكَ تَفَرّقوا
وَ قَدِ انْسَلوا خانِعينَ جَوافِلا
هُمْ طَواغيتٌ هَرْوَلوا وَ تَصَهْينوا
طَبّعوا ثُمَّ تَلوا عَلَيْكَ بَدائِلا
قلبُكَ البُندقُ والذّخيرَةُ عِزةٌ
صائب رميُك كم دَكَكْتَ معاقلا
كُنْ لِقُدْسِ الاقْداسِ ترسًا مانعا
دم لها رُمْحًا جائلا ومُصاوِلا
في تَمامِ الميقات جئتَ مكبرا
لتلبي أقْصاك قَرْمًا باسلا
قُدْسُكَ اليوْمَ تلتْكَ وِرْدًا ناصِعًا
أنْتَ فيها حرٌّ عَلَوْتَ مَنازِلا
فالمعالي شَمَمٌ وأنتَ صُعودُها
لَسْتَ مِنْ سَقْطِ القاعِدينَ ذَوابِلا