هذا .. الصَباحُ يَنْهَضُ مِنْ نَومِهِ
يَنْفُضُ بَقَايَا المَسَاء الدَافِيء عن عِينهِ
يَغْسِلْ الأحْلامَ بالأمْنِيات
ويُقَبِلُ حبَاتَ المَطَر البَرَيئة
يَبُوحُ لهَا بِسِر الأمْسِ المُرتَهَن
البَعِيد عن الأملْ
ونوايَا الحَاضِرَ
النَرْجَسِية دُونَ زَعلْ
العُمرُ لم يعد كما عَهِدتَهُ
أرهَقَتُه الحَيّاة
وخَانَهُ السَّاسَة والتَابِعِينَ
فأنْهَض أيَها الصَباحُ
مُبتََسِماً جَريئاً
وكَأنَ الأمْسَِ الحَزينَ لم يَكُن مَوجُودَاً
في زمن الحُبَ الجَمِيلَ
كان اَلسَّلامُ وطَناً للطَيبيينَ
وفي زَمَنِ الظالمِينَ
بات السَّلام شوكة بيد الورد
وموتاً للعاشقين
ما كَانَ هذا القَلبُ قَاسِياًَ في صَباحِهِ
ولا كان أسْوداً كالدُجَىٰ في لقائِهِ
كَانَ يُبْدعُ في الهَوى
ونَثْرِ الألوانَ مَجَازاً للصَابِرين
والهَانئين ..
فانهَضْ أيُهَا الصَباح
مُهلِلاً رَغْمَ أنْفَ الكَارِهِينَ
بقلم / ريمان هاني